سورة الرحمن

الجزء السابع و العشرون

 
 

رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17)

هو سبحانه وتعالى ربُّ مشرقَي الشمس في الشتاء والصيف، ورب مغربَيها فيهما, فالجميع تحت تدبيره وربوبيته.

فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (18)

فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟

مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ (20)

خلط الله ماء البحرين - العذب والملح- يلتقيان. بينهما حاجز, فلا يطغى أحدهما على الآخر, ويذهب بخصائصه, بل يبقى العذب عذبًا, والملح ملحًا مع تلاقيهما.

فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21)

فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟

يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22)

يخرج من البحرين بقدرة الله اللؤلؤ والمَرْجان.

فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (23)

فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟

وَلَهُ الْجَوَارِي الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ (24)

وله سبحانه وتعالى السفن الضخمة التي تجري في البحر بمنافع الناس, رافعة قلاعها وأشرعتها كالجبال.

فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (25)

فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟

كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ (27)

كل مَن على وجه الأرض مِن الخلق هالك, ويبقى وجه ربك ذو العظمة والكبرياء والفضل والجود. وفي الآية إثبات صفة الوجه لله تعالى بما يليق به سبحانه, دون تشبيه ولا تكييف.

فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (28)

فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟

يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29)

يسأله مَن في السموات والأرض حاجاتهم, فلا غنى لأحد منهم عنه سبحانه. كل يوم هو في شأن : يُعِزُّ ويُذِلُّ, ويعطي ويَمْنع.

فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (30)

فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟

سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ (31)

سنفرُغ لحسابكم ومجازاتكم بأعمالكما التي عملتموهما في الدنيا, أيها الثقلان- الإنس والجن-, فنعاقب أهل المعاصي, ونُثيب أهل الطاعة.

فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (32)

فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟

يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ (33) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34)

يا معشر الجن والإنس, إن قَدَرْتم على النفاذ من أمر الله وحكمه هاربين من أطراف السموات والأرض فافعلوا, ولستم قادرين على ذلك إلا بقوة وحجة, وأمر من الله تعالى (وأنَّى لكم ذلك وأنتم لا تملكون لأنفسكم نفعًا ولا ضرًا؟). فبأي نِعَم ربكما - أيها الثقلان- تكذِّبان؟

يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ (35) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (36)

يُرْسَل عليكم لهب من نار, ونحاس مذاب يُصَبُّ على رؤوسكم, فلا ينصر بعضكم بعضًا يا معشر الجن والإنس. فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟

فَإِذَا انشَقَّتْ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37)

فإذا انشقت السماء وتفطرت يوم القيامة, فكانت حمراء كلون الورد, وكالزيت المغلي والرصاص المذاب؛ من شدة الأمر وهول يوم القيامة.

فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (38)

فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟

فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنسٌ وَلا جَانٌّ (39)

ففي ذلك اليوم لا تسأل الملائكة المجرمين من الإنس والجن عن ذنوبهم.

فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (40)

فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟

 
 

532

 

 

الصفحة السابقة  الصفحة التالية